Friday, October 16, 2009

أبناء المتنصرين .. مستقبل ضائع وواقع يرفضهم



أبناء المتنصرين .. مستقبل ضائع وواقع يرفضهم



14/10/2009
+ ماهر الجوهري : فكرت في السفر لأجل استكمال دراسة إبنتي التي ستضيع لو ظلت هنا لتعرضها للاستهزاء من الطلبة والمدرسين والتهديد بالقتل.
+ محمد حجازي : الطفل المتنصر يعيش بشخصية في البيت وأخرى في المدرسة ليصبح مزدوج الشخصية.
+ لم نفعل جريمة .. من حقنا أن يكون أولادنا على ديننا وعندما يكبروا يفكروا في الاختيار.
+ ممدوح نخلة : يجب إلغاء خانة الديانة من البطاقة الشخصية وجعل الدين مادة اختيارية لئلا تسبب حرج لأبناء المتنصرين.
+ هناك متنصرين يعيشوا بأوراق رسمية إسلامية ويحيون المسيحية.
+ نبيل غبريال : مشكلة أبناء المتنصرين في يد الأمن الذي يرعبهم ويرفض وجودهم وحكومة تتجاهل حقوقهم.
+ سعيد فايز : الحل في عمل تجمع لأبناء المتنصرين للمطالبة بحقوقهم مع حماية دولية ومساندة منظمات مدنية لإجبار الحكومة على الاستجابة لمطالبهم.
+
الطفل المتنصر يتسرب له الخوف من ذويه ومجتمعه ومشكلته مبدأ الدين الأعلى (الأسلمة الجبرية).

تحقيق : حكمت حنا - الأقبــــاط متحدون
يعيش أبناء المتنصرين حالة من الخوف والقلق تجاه واقع يرفض قبولهم ليحرمهم من أبسط حقوقهم في الحياة وتجاه مستقبل غامض لا يعرفون له معالم سوى أنه مستقبل ضائع، ليضيع حقه في التعليم وتصبح محاولات المتنصر للسفر خارج بلده التي تنبذه لإيجاد فرصة تعليم لأبنائه في بلد لن يسأل عن دينه محالة لخطورته أو لأسباب أخرى يعلمها الأمن ولا يريد أن يفصح عنها، ومنهم من يرضخ للأمر الواقع ويرتضي بالإسلام دينًا رسميًا والمسيحية دينًا إيمانيًا حتى يصبح ابنه مشتت بين تعاليم البيت وتعاليم المدرسة الدينية، ليعيش ابن المتنصر في حالة انحدار نفسي وازدواجية تعاليم دينية متضاربة تمامًا ...
فهل من حل لتلك المعاناة للمتنصر وابنائه؟ وهل الحل أن يتلقى ابن المتنصر تعاليم الإسلام بالمدرسة ويؤمن بالمسيحية في قلبه تجنبًا لمحاولات التربص به وتضيق الخناق عليه؟ أم التقوقع بجوار أبيه المتنصر أو أمه المتنصرة لخطورة الإفصاح عن معتقده أمام مدرسيه ومعلميه من يلقنوه مبادئ الأفكار الوهابية بشكلها الصحيح؟ ...
أسئلة كثيرة ترصد واقع مؤلم يعيشه المتنصر وأولاده يجيب عليها أصحاب المعاناة الحقيقية وبعض الحقوقيين...
يعبر المتنصر ماهر الجوهري المعروف بـ"بيتر أثناسيوس" عن حالة الألم التي يشعر بها تجاه ابنته "دينا" لعدم قدرته على فعل شيء لها بالقول: أنا لم افكر في السفر إلا لسبب ابنتي، لإيماني بقضيتي في بلدي، لكنها كانت تتعرض لمشاكل مع المدرسين في مدرستها وكانت تشعر بالخوف خاصة مع استهزاء الطلبة والمدرسين بها لدرجة أنهم أجبروها مرة على التواجد في الفصل المدرسي أثناء تدريس مادة الدين الإسلامي وهي ترغب في تلقي دروس الدين المسيحي

ويقول الجوهري : في إحدى المرات خرج عليها شخص يبدو أنه ملتحي ليخبرها بأنه إن لم يرجع أبوكي للإسلام هنموتك فضلاً عن أننا لم نقم ولو مرة بسب أو ازدراء الدين الإسلامي ...
وأضاف : إنني لم أظلم دينا ابنتي، ومرة قالت لي إذا كانت أمي هي التي تنصرت كنت سأذهب معها فإبنتي المسيح في قبلها وتحفظ المزامير ومقدمة الصلاة ...
وأوضح : إن هذه ليست مشكلتي بل مشكلة كل المتنصرين اللذين لا يعاملوا معاملة آدمية، وعندما فكرت في السفر كحق لي مُنعت منه لأني تخيلت أنه لي حقوق كأي شخص عادي، وحول إمكانية تفائله بالسفر للخارج قال الجوهري : بإذن الله سأسافر ومعي دينا لاستكمال دراستها حتى لو ضاعت سنة من عمرها فهي تهوى التفصيل وترغب إما في عمل أتيليه لتصميم الأزياء أو طبيبة بيطرية ...
وقال ماهر : أنا ودينا قمنا ببيع الدنيا لأننا للسيد المسيح ولا يمكن الرجوع للإسلام وسنخرج من هذا البلد لتعيش ابنتي وتستكمل دراستها وسأقف بجانب قضايا المتنصرين المصريين من الخارج ...
وعبّر محمد حجازي المعروف بـ"بيشوى أرميا" عن إيمانه بتسجيل ابنته في أوراقها الرسمية بالديانة المسيحية فقال: مشكلة الطفل المتنصر أنه يعيش بشخصيتين، شخصية مسلمة في المدرسة وأخرى مسيحية في البيت، ليصبح يعاني من الازدواجية وهناك حالات لأبناء متنصرين عانوا من أمراض نفسية من تلك الحيرة، وبعض المتنصرين خرجوا من المدارس ...
وأوضح حجازي أن المشكلة في نظام التعليم الذي يتضمن نصوص قرآنية مما يتعارض مع عقيدة المتنصر، مما يجعل الطفل شاعر بالخوف وينتقل موروث الخوف في الأصل من الأب أو الأم المتنصرة ...
وقال : نحن كمتنصرين لا نفعل جريمة، فهذا حق طبيعي ومن حقي أن يكون طفلي على نفس ديني وحينما يكبر له الحق في الاختيار ...
وأعرب عن أمله في إمكانية حصوله على حكم يسمح له بتغيير اسمه وديانته قبل دخول ابنته المدرسة بحيث تصبح أوراقها الرسمية بالديانة المسيحية، ويضيف: أحلامنا كانت بعيدة منذ عامين أما الآن فالأمر مختلف لعدم خوف الإعلام من عرض قضايا المتنصرين ...
وفي نفس السياق أكد ممدوح نخلة "المحامي والناشط الحقوقي" أن هؤلاء الأطفال أبناء المتنصرين أصبحوا بلا هوية، فلا هم يستطيعوا إثبات هويتهم الحقيقة المسيحية التي وُلدوا عليها ولا يتقبلوا تعاليم الإسلام التي تُفرض عليهم، فيتم تعليمه في مدرسة بتعاليم الدين الإسلامي مما يخالف الواقع، وأشار نخلة إلى أن الحل لهذه الأزمة يتمثل في إلغاء خانة الديانة من البطاقة الشخصية وجعل مادة الدين مادة اختيارية يدرسها الطالب حسبما يريد حتى لا تسبب حرج لأبناء المتنصرين ...
وهناك معاناة المتنصرة نجلاء الإمام مع أطفالها حتى قامت بمنعهم من الذهاب للمدرسة لقيامها بتدريس الدين الإسلامي وهم أصبحوا مسيحيين مما يعطل مستقبلهم الدراسي ...
وأعرب سعيد فايز "أحد محامي الدفاع عن ماهر الجوهري" عن أسفه لشعوره بمأساة المتنصرين وأبنائهم، وقال أن أكثر شيء ممكن يقلق المتنصر هو العذاب الذي يراه أولاده ولمجرد السير في طريق أبيه، ولدينا حالات معروفة مثل دينا ماهر الجوهري وأولاد نجلاء الإمام، وعندما يفكروا في الذهاب للمدرسة يعانوا من سوء معاملة الطلبة والمدرسين لهم ...
وأضاف أن ابن المتنصر يعاني من شرخ في حياته الاجتماعية غير قادر على تقبل كره الآخرين له بدون سبب وغير قادر أيضًا على الابتعاد عن دين اختاره أبوه أو أمه، وهذا ما يجعل المتنصر يفكر كثيرًا في السفر للخارج من أجل ابنائه، كما أن المتنصر احيانًا يضعف أو يفكر في الهروب بالسفر أو يكف عن المطالبة بحقوقه هو وأولاده لشعوره بالخوف الشديد عليهم مما يمكن أن يحدث لهم بسببه ...
واقترح سعيد فكرة لاحتمالية حل تلك الأزمة بالتفكير في عمل تجمع من متنصرين مصريين يطالبوا بحقوقهم حتى يصبح ظاهرة وليس حالة فردية والحكومة سيتم إجبارها من خلال تلك المطالبة، ويتطلب الأمر حماية دولية من أي مخاطر وإذا حدث شيء ضدهم سيقوم العالم كله على مصر لأنها لا ترعى حقوق الأقليات ولأنها تهدد حياتهم، ويكون بجوارهم مجموعة كبيرة من منظمات المجتمع المدني والمحامين ...
وأوضح أن الأطفال المتنصرين لديهم قدرة على المواجهة أكثر من أي شخص والخوف الذي يشعروا به ناتج عن الخوف الذي يتسرب من أهاليهم من حولهم والمشكلة التي تواجههم هي مبدأ الدين الأعلى (الأسلمة الجبرية) ...
وأشار نبيل غبريال "المحامي المهتم بقضايا التنصير" إلى وجود حالات كثيرة من المتنصرين لم تعلن نفسها إلى الآن لمحاولات القتل التي تلحق بهم وبعضهم لا يهتم، لكن المشكلة في مَن لديه أطفال مهددين معرضين للخطر حتى لا تجد الأم طريقة سوى عزلهم في البيت ومنعهم من الذهاب للمدرسة وتظل تفكر في حال مستقبلهم التعليمي الضائع، خاصة إذا كانت لا تريد تعليمه مبادئ الدين الإسلامي في المدرسة رغم أنه مثبت بالأوراق الرسمية أنه مسلم فتفضل بقائه بجانبها لتسعى بكل السبل لإيجاد حل لمعاناة أطفالها ...
وأكد غبريال أن مشكلة أبناء المتنصرين في يد الأمن الذي يرعبهم ويرفض وجودهم ويد الحكومة المصرية التي تتجاهل حقوقهم وترفض الاعتداد بهم، حتى إذا سعوا لإثبات أنفسهم بمعتقداتهم التي يؤمنوا بها في الأوراق الرسمية تتعنت أمامه سنوات أمام المحاكم حتى يصبح الطريق مسدودًا أمامه، وتجعله حائرًا بين قبول الأمر الواقع أو فعل ما يريد، لكن لن تحصل على شيء بل ستكون حياتك وحياة أبنائك في خطر...
........................

..................

..........

....


المتنصًرون الأقبــــاط

No comments: